منتديات زهور الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصنم الذي هوى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
king lov
زائر




الصنم الذي هوى Empty
مُساهمةموضوع: الصنم الذي هوى   الصنم الذي هوى Emptyالإثنين أكتوبر 13, 2008 11:47 am

ما حارب الإسلام العظيم شيئاً كما حارب الأصنام والأوثان، وكيف لا وهو الدين الذي عموده ومحوره التوحيد، والتوحيد أعظم حقيقة في الدين وأعظم حقيقة في الكون، وأعظم حقيقة تتحرر بها ومعها النفس الإنسانية من القيود والمخاوف والوساوس والهواجس. والشرك كلمة عامة جامعة لكل صور تعظيم ما سوى الله عز وجل. سواء أكان هذا التعظيم بالعبادة أو بالطاعة أو بالمحبة أو بالولاء أو الرجاء أو الخوف أو التوكل..

من هنا كان الشرك شركاً كبيراً يقع فيه من داخل قلبه أي صورة من صور تعظيم من سوى الله.


والعلماء والدعاة حذروا كثيراً من الشرك، وكيف لا وهو أخطر ما حذر منه الأنبياء عليهم السلام. لكن المشكلة أن صورة الشرك وتنزيل هذه الصور على الواقع يظل مشكلة من مشاكل الفهم الإنساني.

ولذلك فإن مرحلة ما قد تحفل بصور من شرك القبور والأولياء، لكن هذه الصورة قد لا تنسحب على الزمان كله والبيئات كلها. خلاصة القول أن أعظم صور الشرك: شرك القوة، فمن ملك القوة ولم يكن في قلبه تعظيم الإله العظيم سبحانه وتقديره حق قدره وقع في تأليه الذات فأشرك نفسه مع الله. ومشكلة جمهور السذج ضعاف الإيمان أن عيونهم تخدعهم ومنطق القوة يجرفهم فيقعون في هذا اللون من الشرك وهم يشعرون أو لا يشعرون.

وفي غمرة انشغال العلماء بشرك الأولياء غفلوا عن التحذير من شرك الأقوياء، فتسلل هذا اللون من الشرك إلى كثير من قلوب البشر فاحتلها، وأصبحت أمريكا في غفلة من أهل الإيمان في الأرض صنم هذا العصر، ورددت ما قال فرعون: «ما علمت لكم من إله غيري»، وتجاوزت مرحلة ما قاله فرعون: «أنا ربكم الأعلى».

وأن تجن أمريكا فهذا شأنها، وأن تجن البشرية فهذا ما لا يغتفر. إن شرك القوة يجعلنا في مرحلة من الفراغ الفكري والخواء الروحي تقبل الاستعمار بل تقدسه بدل أن تقاومه وتحاربه بكل ما أوتيت. إن من رأى في أمريكا المحرر وقع في نظري في صورة من صور الشرك.

ولقد سمعت مراراً بعض المتصلين العرب بإذاعة لندن يرددون: «علينا الاصطفاف وراء زعامة جورج بوش..» ولا أكمل بقية العبارات المتضمنة أهدافا مثل تحقيق التحرر والعدالة الاجتماعية. ولكن الله تعالى للباطل المنتفش بالمرصاد. فسنته أن الباطل زهوق، سريع الزهوق والنفوق، وقد سجل هذه الحقيقة في كتابه: «إن الباطل كان زهوقاً». ولقد قرأت مقالة لكاتب عربي مشهور مقبور أن «الذين يقولون بزوال أمريكا هم الزائلون»! هكذا والله. ثم برر وعلل بأن أمريكا وديمقراطياتها تصحح أخطاءها فتديم بقاءها.

أليس هذا إيماناً يقتضي أن حامله في صدره مشرك؟

هذا الصنم الضخم قائم على ركيزتين أو ثلاث: قوة المال والاقتصاد، والقوة العسكرية، وقوة الإعلام تبعا لتلكما القوتين. أما القوة العسكرية فهي ترعب فاقدي اليقين، ولا تهز المصدقين بوعد رب العالمين للمؤمنين، وقد تحديت قوتهم العسكرية، وعلى رغم الأخطاء الشنيعة في المتحدّين، فإنه ثبت أن هذه القوة وهم أكثر من الحقيقة! ولقد غرزت في مستنقع الصراع مع هذه الأمة العظيمة المجيدة، وما أغرى الأعداء بها إلا مرحلة ضعف تمر بها، ومجموعات المتواطئين مع الأعداء، وبعض المؤمنين بالأعداء المشركين برب السماء، هؤلاء الأقوياء، واستمر النزف العسكري، وتمرمطت قوة أمريكا في الوحل، وخفت هيبتها، واقتحمتها عيون المقاتلين بعد أن أعماها الغرور فجاءت إلى أرض كان يمكن أن تخوض فيها حربها من خلال الوكلاء، لكنه التدبير الإلهي جعل غرورهم يتسبب في مقتلهم.

وقيض الله لهم قيادة (!!) أرجعت أمريكا عقوداً إلى الوراء، وقربتها خطوات حثيثة نحو الهاوية وحافة الانطفاء والفناء، ولقد تنبأ بهذه النهاية وتهاوي أمريكا مجموعة من العلماء منهم بول كنيدي في كتابه عن سقوط الحضارات، وتنبأ فيه بانهيارها خلال ثلاثين سنة، والعالم يوهانس كاتو الذي تنبأ سنة 2006 بانهيار أمريكا خلال خمس عشرة سنة من تاريخه، وذلك في برنامج «بلا حدود». ولسنا نحتاج إلى نبوءات هؤلاء فعندنا سنن الله التي تغنينا عن كل هذا، فهل غاب عنا الناموس الكوني: «وتلك الأيام نداولها بين الناس»؟ أو القانون الإلهي: «فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين»؟

والآيات أكثر من الإحصاء والحصر، فلا أطيل.

ومن بلغ عنا «مدلين» التي اكتشفت أنها يهودية بعدما صارت وزيرة للخارجية أن غرور القوة انتهى، عندما قالت ما ترجمته: «لماذا الحق إذا كانت معنا القوة»، وعبارتها: why to be right if we are might ؟

أما الركيزة الثانية فالاقتصاد، ولقد جاءه مقدمات المحق، وفق القانون الإلهي: «يمحق الله الربا..» وضخ مئات المليارات، كوحدات دم في جسم ينزف لن ينهي المشكلة!

ان خسائرهم في يوم بلغت «تريليون» من الدولارات، والقادم أعظم ان شاء الله. وجهودكم مشكورة مستر بوش. ورزق الله أمريكا أو رزأ الله أمريكا بخليفة صالح لك من مثل شاكلتك حتى يقرب الأجل!

أما الركيزة الثالثة فالإعلام الذي كان مصدر الإلهام ومصدر الحقائق للعقول والأفهام فقد انهارت مصداقيته بالتكتم على فضائح غوانتانامو وأبو غريب، والتكتم على الخسائر.

وأما الركيزة الرابعة فهي «التنك تنك» والإدارة، فقد تبين أن هؤلاء غششة يخدمون الصهيونية ويهدمون أمريكا.

مختصر القول: هنيئاً لمن آمن وأيقن بالله ووعده، وتعساً لعباد الأوثان والأصنام، فقد تهاوت الركائز من تحت الأصنام فتهاوت الأصنام وأصبحت أمريكا ويكا ويكا.. وصارت اسماً على مسمى: الصنم الذي هوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصنم الذي هوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زهور الحب :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: